المناهــج التربوية ومناهج التربية الرياضية
تأليف الأستاذ الدكتور
منذر هاشم الخطيب
2007
الفصل الاول : التعريف والمفهوم
1- تعريف المنهج:
ان المنهج الحديث هو جميع الخبرات التربوية التي تقدمها المدرسة الى التلاميذ داخل الفصل او خارجه وفق اهداف محددة وتحت قيادة سليمة لتساعد على تحقق النمو الشامل من جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية، عرف (روز نجلي) المنهج بانه جميع الخبرات المخططة التي توفرها المدرسة لمساعدة الطلبة في تحقيق النتاجات التعليمية المنشودة الى افضل ما تستطيعه قدراتهم.
وقد عرف (استيفان روميني) المنهج بانه هو كل دراسة او نشاط او خبرة يكتسبها او يقوم بها التلميذ تحت اشراف المدرسة وتوجيهها سواء اكان في داخل الفصل او خارجه.
- وعرف (كيلي) المنهج هو ما يحدث للأطفال في المدرسة نتيجة ما يعد له المدرسون.
- وعرف (دول) المنهج هو كل الخبرات التربوية التي تتضمنها المدرسة او الهيئة او المؤسسة تحت اشراف ورقابة وتوجيه معين.
- وعرف (ريجان) المنهج هو جميع الخبرات التربوية التي تاتي الى المدرسة وتعتبر المدرسة مسؤولة عنها.(1)
ان جميع التعريفات وان اختلفت في مضمونها الا انها تتضمن في مجموعها واتجاهاتها الاهداف والمحتوى والطرق والوسائل ثم التقويم.
2- مفهوم المنهج:
لو نظرنا الى النظام التربوي نظرة شاملة نجده يتكون من مدخلات وعمليات ومخرجات وقد حدد (رالف تايلر) عناصر النظام باربعة اشياء وهي:(2)
- الاهداف.
- المحتوى.
- التدريس.
- التقويم.
ففي النظام يتم تحويل المدخلات في النهاية الى مخرجات حيث ان لكل نظام مدخلات خاصة به وتشمل، التلاميذ والمنهج الدراسي واساليب التدريس حيث يتم تحويلها الى مخرجات تتمثل في اعداد الطلبة او التلاميذ وفقا لاهداف المؤسسة التربوية.
3- مفهوم المنهج التقليدي:(3)
يعتقد الكثير من العاملين في مجال المناهج على ان المنهج عبارة عن مجموعة المواد الدراسية التي يدرسها الطلبة او التلاميذ لاجل النجاح في نهاية السنة الدراسية ويتصف بما يلي:
1- الاهداف: اهداف معرفية يضعها المربون ويحققها الطلبة والتلاميذ.
2- مجالات التعلم: التركيز على المجال المعرفي دول الاهتمام بالمجال الانفعالي والمجال النفس حركي.
3- دور المعرفة: تكون المعرفة بالدرجة الاولى لنقل التراث من جيل الى اخر.
4- محتوى المنهج: يتكون المنهج من المقررات الدراسية وتتدرج بصورة يمكن للطلبة او التلاميذ حفظها.
5- طرق التدريس: تستعمل طريقة التدريس اللفظية خلال المحاضرات لاعطاء المعلومات خلال وقت محدد.
6- دور المعلم: هو الذي يحدد المعرفة التي تعطى للطلبة او التلاميذ.
7- دور المتعلم: دوره سلبي وعليه حفظ ما يلقى عليه من المعرفة.
8- مصادر التعلم: الكتب الدراسية المقررة.
9- الفروق الفردية: لا تراعى الفروق الفردية لان المواد الدراسية تطبق على الجميع.
10- دور التقويم: للتاكد من ان الطلبة او التلاميذ يحفظون المواد الدراسية.
11- علاقة المدرسة بالبيئة والاسرة: لا يهتم بالعلاقة ام بين المدرسة والبيئة والاسرة.
12- طبيعة المنهاج: المفردات مطابقة للمنهج وثابتة لا يجوز تعديلها.
13- تخطيط المنهج: يعده المتخصصون بالمواد الدراسية هو الذي يحقق هدف المنهاج.
4- مفهوم المنهاج الحديث:(4)
1- الاهداف: تشتق من خصائص المتعلم وميوله وتصاغ على شكل اهداف سلوكية.
2- مجالات التعلم: تهتم بالنمو المتكامل معرفيا وانفعاليا ونفس حركيا.
3- دور المعرفة: المعرفة هدفها مساعدة المتعلم على التكيف مع البيئة الطبيعية والاجتماعية.
4- محتوى المنهاج: يتكون المنهاج من الخبرات التعليمية التي يجب ان يتعلمها الطلبة او التلاميذ ليبلغوا الاهداف.
5- طرق التدريس: تلعب طرق التدريس بطريقة غير مباشرة دورا في حل المشكلات التي يتمكن المتعلم من خلالها الوصول الى المعرفة.
6- دور المعلم: يتركز دوره في مساعدة الطلبة او التلاميذ على اكتشاف المعرفة.
7- دور المتعلم: له الدور الرئيسي في عملية التعلم، فعليه القيام بكافة الواجبات التعليمية.
8- مصادر التعلم: هي متنوعة منها الافلام والكتب ووسائل الاعلام الاخرى.
9- الفروق الفردية: تهيئة الظروف المناسبة لتعلم التلميذ حسب قدراته.
10- دور التقويم: يهدف التقويم لمعرفة من ان التلاميذ قد بلغوا الاهداف التعليمية في كافة المجالات.
11- علاقة المدرسة: الاهتمام الكبير في علاقة المدرسة مع الاسرة والبيئة بالبيئة والاسرة.
12- طبيعة المنهاج: المقرر الدراسي جزء من المنهاج وفيه مرونة، يمكن تعديله ويهتم بطريقة تفكير التلاميذ والمهارات وتطورها وجعل المنهاج متلائم مع المتعلم.
13- تخطيط المنهاج: يجب مساهمة جميع الذين لهم التاثير والذين يتاثرون به في تخطيط المنهاج.
منهاج المواد الدراسية:
1- طبيعة المادة الدراسية: (5)
ان التربية الحديثة قد اهتمت بنمو التلاميذ واهتماماتهم وواجباتهم وفعالياتهم ممارساتهم وركزت ايضا على متطلبات المجتمع ومشكلاته باعتبار ان التربية هي اعداد الفرد للمستقبل بينما نجد التربية القديمة قد اهتمت بالمواد الدراسية التي يتم عن طريقها نقل التراث الثقافي.
ان المواد الدراسية تتصف بناحيتين أساسيتين الاولى تتمثل في طبيعة المعارف او المعلومات التيي تنظمها المادة الدراسية والاخرى تتمثل في طرق البحث التي يجب اتباعها لاكتساب جوانب المعرفة المتضمنة في هذه المواد وعليه يجب ان تحقق دراسة أي مادة الى ما يلي:
1- ان فهم جوانب المعرفة الجديدة تتطلب اكتساب المهارات والاتجاهات والعادات.
2- اعطاء المعلومات الكافية خلال الوقت المحدد من المادة الدراسية.
ويقسم المربين الى قسمين الاول يرى عدم اهمال أي جزء من اجزاء المادة الدراسية لان الاهمال يسبب خللا في اعداد التلاميذ، والبعض الاخر يجب التركيز على لاتفكير العلمي والقدرة على حل المشكلات ومتابعة البحث العلمي.
2- مستويات المعرفة في المواد الدراسية:
أ- وتشمل الحقائق والافكار والمهارات النوعية التي تتطلب ثقافة من قبل التلاميذ.
ب- الافكار الاساسية والتي تبنى عليها المواد الدراسية.
ج- المفاهيم وتتكون من خلال خبرات متتابعة.
اذا كان تنظيم المنهاج الدراسي مستند على افكار اساسية فانه سوف يقدم لنا امكانية جديدة لتطوير المواد الدراسية.
انواع المواد الدراسية:
1- منهاج المواد الدراسية المنفصلة:
ينظم هذا النوع من المنهاج حول عدد المواد الدراسية التي ينفصل بعصها عن البعض الاخر. مثل علم النفس، التعلم الحركي، التاريخ، الفسلجة حيث ان كل مادة تمثل جانبا من جوانب العلوم.
مميزات هذا المنهاج:
تكون اجزاء المادة الدراسية متسلسلة مترابطة ويجب ان يراعى في اعداد هذا المنهج ما يلي:
1- التدرج من البسيط الى المركب ومن السهل الى الصعب ومن الكل الى الجزء ومن المعلوم الى المجهول ومن المحسوس الى المجرد.
2- يؤكد المنهج على الاهتمام بالمادة الدراسية وطريقة التدريس.
3- يعتمد تقويم المنهج على الاختبارات الصفية ولا تحتاج الى مباني وساحات او ملاعب اضافية
4- يمكن تطوير المنهج الى هذا الاسلوب لان تاهيلهم علميا قد تم على اساسه وانه يتفق مع متطلبات الدراسة الجامعية للطلبة في المستقبل.
عيوب هذا المنهج:
- ان التعلم الذهني في نظر هذا المنهاج هو التربية.
- ان اضافة المواد الجديدة الى المنهج محدودة.
- عدم السماح للتلميذ بالمناقشة وعليه تقبل المعلومات بطيء.
- يعتمد المنهج العلمي على مبدا التخصص في تنظيم المواد الدراسية.
- عدم الاهتمام بالفروق الفردية بين الافراد.
- لا يعتمد هذا المنهج على التفكير وطريقة استعادة المعلومات وانما على الحفظ.
- يعتمد هذا المنهج على المواد الدراسية ومجالاتها التخصصية ولا يهتم بحاجات التلاميذ واهتماماتهم وخبراتهم.
2- منهاج المواد الدراسية الحديث:
ان هذا المنهج عالج بعض النواقص منهاج المواد الدراسية المنفصلة بناءا على تقديم العلوم وما حدث من تغييرات في الحقائق والمبادئ والقوانين وتميز هذا المنهج بما يلي:
- الاهتمام بالنمو المتكامل المتوازن عقليا وبدنيا واجتماعيا وانفعاليا .
- اعطاء الفروق الفردية الاهمية من حيث الميول والاتجاهات والحاجات.
- ارتباط المادة الدراسية بالبرامج المصاحبة والملائمة لنمو التلاميذ.
- ان هذا المنهج يجعل المادة الدراسية وسيلة تساعد المتعلم على التدرج في المجالات التالية:
* التوافق بين المتعلم والظروف التي تحيط به عائليا وبيئيا.
* تتويج فعاليات البرامج في ضوء المواد الدراسية والتي تساعد على نمو القدرات والميول والاتجاهات والحاجات.
* استثمار وقت الفراغ لدى المعلم مثل القراءة والملاحظة واجراء التجارب.
3- منهاج المواد المترابطة:
ويقصد بها ربط موضوع جديد بمادة دراسية قديمة اي ربط موضوعات احدى المواد بموضوعات المادة الاخرى كربط موضوع تعلم حركي بمادة طرق التدريس او العكس او ربط الطب الرياضي بموضوع فسلجي أي ان الربط يجب ان تكون هناك علاقة بين المادة الدراسية وموضوعات المراد ربطها بها.
مميزات هذا المنهج:
- عدم تجزئة المعرفة والنظر اليها ككل وجعل التلاميذ يدركون ان المعرفة متكاملة.
- يثير الواقعية للتعلم.
عيوب هذا المنهج:
حيث انه استمر بالابتعاد عن الحاجات الواقعية للتلاميذ والمشكلات والقضايا الاجتماعية.
4- منهاج التكامل:
يقع هذا المنهج وسيط بين منهاج الادماج ومنهاج المواد الدراسية المنفصلة وفق ما يلي:
- يقوم المدرسين وتحت اشرافهم السماح للتلاميذ لاختبار مشكلات او مواقف من الحياة لمعالجتها.
- اختيار التلاميذ بعض اجزاء المواد الدراسية التي يشعرون بالحاجة بالحاجة لمعالجتها.
- مشاركة التلاميذ للمدرسين في دراسة بعض اجزاء المواد الدراسية لتتكامل امامهم.
5- منهاج الادماج:
ويقصد به دمج اكبر من موضوع في مادة واحدة ولكن هذا الدمج اوجد عيوبا كثيرة في هذا المنهاج منها:
- فرض المادة الدراسية على التلاميذ مما ادى الى عدم التفكير المنتظم.
- عدم امكانية التلميذ الالمام بمعارف متنوعة في ان واحد مما يؤدي الى دراسة سطحية في المواد الدراسية.
6- منهاج المجالات الواسعة:
يعتبر هذا المنهاج وسيلة اخرى لتعديل منهاج المواد الدراسية المنفصلة حيث يحاول ان يقرب الكثير من الحدود الفاصلة بين المواد الدراسية وجعلها في تنظيم واسع لهذه المواد.
وقد تطور هذا المنهاج واصبح عبارة عن مجموعة من الخبرات الضرورية للحياة في المجتمع الذي يعيش فيه التلاميذ منها:
- خبرات تساعد على تنشئة التلاميذ اجتماعيا.
- خبرات في التعبير عن النفس.
- خبرات عن حياة الناس افرادا وجماعات.
- خبرات تشمل العاب رياضية او بدنية.
- خبرات في البيئة المادية والقيام باعمال حرفية ومهارية في المعامل او الورش المدرسية.
مزايا منهاج المجالات الواسعة:
- ربط المعرفة بمجالات الحياة المختلفة.
- ربط المدرسة بالمجتمع من خلال دراسة المشاكل ومعالجتها.
- ارتباطها مع طبيعة مواد الاعداد الجامعي من حيث المحتوى والشكل العام.
- يهتم بالافكار الرئيسية ولايهتم بالجزئيات.
عيوب منهاج المجالات الواسعة:
- ترتيب المواد الدراسية في مجال لا يعني انها كونت مجالا دراسيا واحدا.
- عدم انسجام المعلم مع بعض المواد الدراسية التي يقوم بتدريسها.
- ايجاد مادة دراسية من اجزاء مختلفة من مواد دراسية جديدة يفقدها التنظيم المنطقي.
- قلة الخبراء يعوق دمج المواد.
مصادر الفصل الاول:
(1) علي الديري واخرون. مناهج التربية الرياضية بين النظرية والتطبيق، دار الفرقان، 1993، اربد، ص 20 – 21.
(2) علي اليافعي. رؤى مستقبلية في مناهجنا التربوية، دار الثقافة، الدوحة، 1995، ص 65.
(3) اكرم زكي خطايبة. المناهج المعاصرة في التربية الرياضية، دار الفكر، الطبعة الاولى، عمان، 1997، ص 25 – 27.
(4) اكرم زكي خطايبة. المناهج المعاصرة في التربية الرياضية، دار الفكر، الطبعة الاولى، عمان، 1997، ص 31 – 34.
(5) علي اليافعي. رؤى مستقبلية في مناهجها التربوية، دار الثقافة، الدوحة، 1995، ص 165-177 (بتصرف).
الفصل الثاني
تخطيط المنهج وتنظيمه في مجال التربية الرياضية المدرسية
ان منهاج التربية الرياضية المدرسية يجب ان يبنى على تخطيط علمي واذا كان المنهاج هو خطة التعليم فان التخطيط هو بدايتها وان التخطيط لمنهاج التربية الرياضية هو العملية التي يتم فيها رسم وتحديد المواد الدراسية والمفردات لتحقيق نتائج وخلال فترة زمنية محددة.
وان التخطيط العلمي لمنهاج التربية الرياضية المدرسية يكون وفق ما يلي:
- يجب ان يشارك في وضعه المتخصصون والمعلمون.
- يعتمد الاسلوب العلمي ويهتم بالخبرات التعليمية.
- ان يكون شاملاً وواقعياً ومتكاملاً ومرنا.
- ان ياخذ بنظر الاعتبار الجانب البشري والمادي.
- ان يرتبط ببيئة المتعلم.
عناصر تخطيط منهاج التربية الرياضية المدرسية.
اولا: الاهداف.
ثانيا: المحتوى.
ثالثا: التقويم.
1- الاهداف:
ان تحديد الاهداف التربوية للتربية الرياضية من الامور المهمة لتحقيق احتياجات افراد المجتمع، وهذا يتحقق من خطة زمنية معينة تحدد في حصة واحدة او خلال اسبوع او شهر او الموسم الدراسي. وكذلك هناك اهداف على المستوى الدراسي الابتدائي او الاعدادي او الثانوي. ويمكن اشتقاق الاهداف من المصادر التالية:
- فلسفة المجتمع وحاجاته واهدافه.
- المادة الدراسية والمختصون بها.
- المتعلم وخصائصه ومستوياته.
- طبيعة العصر والتقوم العلمي.
تصنيف الاهداف:
1- المجال المعرفي: ويتضمن الاهداف العقلية كالمعرفة والفهم ومهارات التفكير.
2- المجال الانفعالي: ويتضمن الاهداف التي تعبر عن العاطفة.
3- المجال النفس حركي: ويتضمن الاهداف التي تتعلق بالمهارات الحركية التي تتطلب التناسق الحركي النفسي والعصبي.
2- محتوى المنهج:
المحتوى لا يمكن فصله عن اهداف المنهج التربوي في مجال التربية الرياضية ويقصد بالمحتوى نوعية المعارف التي تختار وتنظم في اطار معين او المعرفة التي يقدمها المنهاج باشكال مختلفة ويجب ان يكون المحتوى حديثا من الناحية العلمية وكذلك يجب ان يكون ملائما للواقع الاجتماعي والثقافي وان يكون مفيد ويحترم المتعلم ومتوازنا ومتلائما مع حاجات المتعلم وامكانات المجتمع.
عند تنظيم منهاج التربية الرياضية يجب ان يستند مصمم المنهاج على معرفة تامة بمختلف مجالات التربية الرياضية التي تتعلق بالمادة الرياضية كما يجب اختيار خبرات محتوى المنهاج وكذلك الخبرات التعليمية أي ان محتوى منهاج التربية الرياضية يجب ان يكون شاملا بجميع الاوجه التي تساهم في التنمية المتكاملة للمتعلم.
اختيار المحتوى:
يتم اختيار المحتوى وفق الخطوات التالية:
- اختيار فعاليات ومواد الالعاب والتمارين الرياضية الاساسية.
- تحديد الافكار الاساسية الخاصة بالالعاب والتمارين الرياضية.
- اختيار الهدف المركزي حول الافكار الرئيسية.
3- التقويم:
يعتبر التقويم اساسيا في العملية التربوية ومن خلاله يمكن معرفة مدى تحقيق الاهداف وكذلك قياس مدى قدرة المتعلم وتحصيله اضافة الى ان تقويم منهاج التربية الرياضية يؤدي الى النواحي السلبية والايجابية ومن خلال نتائج التقويم يمكن اتخاذ ما يلزم لتعديل او تطوير المنهاج.
وظائف التقويم:
- يساعد على معرفة الجوانب السلبية والايجابية في مختلف نواحي المنهاج.
- معرفة مستوى اداء المتعلم.
- يساعد على التفوق على مدى تحقيق الخبرات والبرامج التي يضمها المنهاج.
اسس التقويم:
1- ان تكون وسيلة التقويم سهلة التطبيق وقابلة للتنفيذ.
2- لا بد من ان تكون ادوات التقويم متنوعة.
3- يسمح باظهار الفروق الفردية بين المتعلمين.
4- ان تنسجم الامكانات مع اختبار ادوات التقويم.
5- ان يساهم المتعلم في عملية التقويم.
6- يجب ان يكون التقويم شاملا لجميع نواحي نمو المتعلم.
7- ان يبنى التقويم على اسس علمية.
8- ان يرتبط التقويم بالاهداف الموضوعة للمنهاج.
خطوات التقويم:
1- تحديد الاهداف العامة للمنهاج وجعلها واضحة ليسهل تطبيقها.
2- تحديد الاختبارات المناسبة لتحقيق الاهداف وتقنين الاختبارات (صدق، ثبات، موضوعية).
3- تطبيق الاختبارات لقياس نمو المتعلمين.
4- توضيح وتفسير النتائج بعد تطبيق الاختبارات.
اساليب التقويم:
1- الملاحظة.
2- التقارير والسجلات.
3- المقابلات الشخصية.
4- الاختبارات على اختلاف انواعها (بدنية، مهارية، وجدانية، معرفية).
عناصر تنفيذ المنهج:
1- دليل معلم التربية الرياضية:
من الضروري اصدار دليل للمعلم عند بناء منهاج دراسي وهو يحتوي على جميع الخطط لتحقيق اهداف المنهاج الدراسي وبنفس الوقت وسيلة مساعدة للمعلم عند تطبيق المنهاج.
ومن الضروري ملاحظة ما يحدث من تغييرات على المنهاج مما يتطلب اجراء ما يلزم على الدليل بصورة ملائمة للمتغيرات التي اجريت على المنهاج، ومن الضروري ان يفهم المعلم فلسفة المنهاج من خلال دليل المعلم.
كما ان دليل المعلم يضع امام المعلم كافة الاساليب التدريسية لغرض الاستفادة منها اضافة الى اساليب التقويم.
محتوى دليل المعلم:
أ- مقدمة دليل المعلم: وتشتمل على ما يلي:
- الفلسفة التي يقوم عليها منهاج التربية الرياضية.
- تعريف المعلم باهداف الدليل.
- تعريف بالابواب والفصول للدليل.
ب- اهداف المنهاج: ويتضمن ما يلي:
- العلاقة بين اهداف المنهاج واهداف العملية التعليمية.
- مصادر الاهداف ويجب ان تستمد من (المجتمع، المتعلم، طبيعة المعرفة في مجال التربية الرياضية).
- بيان المصادر التي اشتقت منها اهداف المنهاج.
ج- وحدات المنهاج:
- محتوى وحدات المنهاج (المهارات، المعارف، المفاهيم، القيم، الاتجاهات).
- عدد الساعات المقررة التي يحتاجها المعلم لتنفيذ كل مادة دراسية من مواد المنهاج.
د- الطرق والوسائل: وتتضمن ما يلي:
- ذكر الوحدات التعليمية المرتبطة بمختلف انواع الوسائل التعليمية.
- نماذج من اساليب التقويم المختلفة.
- اعطاء انواع مختلفة من الوسائل التعليمية والوحدات التعليمية المرتبطة بها.
هـ- البرامج والفعاليات الرياضية:
- اعطاء فكرة واضحة عن العلاقة ما بين الفقرات التي سبق ذكرها.
- اعطاء امثلة لتنفيذ البرامج الرياضية التي سوف تحقق الاهداف.
- امثلة عن كيفية اشارة الدافعية والحماس لدى المعلم.
و- التقويم: ويشمل اجراء اختبارات باساليب متعددة يمكن استعمالها وتطبيقها.
ح- مصادر التعلم الاخرى: من الضروري ان يطلع المعلم على احدث النظريات وعلوم التربية الرياضية لذا يجب ان يشتمل دليل المعلم على احدث المصادر.
2- معلم التربية الرياضية:
يعتبر معلم التربية الرياضية الركن الاساسي في العملية التعليمية بالمدرسة وعن طريق المعلم يتم توجيه المتعلم اجتماعيا ليكون فردا مفيدا في المجتمع وعليه يجب ان يكون المعلم قد عد اعداد صحيح ليتحمل المسؤولية المهمة الملقاة على عاتقه. ومن النواحي المهمة ضرورة اشراك المعلم في التخطيط للمناهج وخاصة اهداف المنهج ومحتوياته تم تحديد الوسائل لتحقيق الاهداف ونقصد بها الالعاب. وعليه يعد المعلم المسؤول الاول عن تنفيذ المنهاج.
3- المتعلم:
يعتبر المتعلم محور العملية التعليمية وعليه يجب معرفة الخصائص والحاجات والميول التي تخصه ليتسنى للمعلم والمسؤولين وضع المنهاج وفق ذلك اضافة الى ضرورة اشراك المتعلم في الاجتماعات الخاصة بالمنهاج وسماع وجهات نظر المتعلم.
4- طرق التدريس:
من الضروري اختيار الطريقة الملائمة للتدريس لغرض تحقيق اهداف المنهاج حيث ان اختيار الطريقة الصحيحة لها اثر كبير في تنفيذ المنهاج وطريقة التدريس تتاثر بعوامل كثيرة منها اهداف الدرس، انواع البرامج الرياضية، وقت الدرس، التجهيزات الرياضية، القاعات او الملاعب عدى التلاميذ، الوسائل التعليمية، الفروق العلمية.
5- الكتاب المدرسي:
ان مادة التربية الرياضية ليس لها كتابا مدرسيا مثل بقية المواد الدراسية الاخرى مما يسبب مشكلة كبيرة عند تنفيذ منهاج التربية الرياضية لان الكتاب هو الاداة المهمة والضرورية للتعلم ويعد ركنا مهما من اركان المنهاج مما يخفف المجهود الذي يبذله المعلم اثناء التدريب او التدريس، ومما تقدم يمكن حصر اهمية الكتاب المدرسي بما يلي:(6)
1- يساعد المتعلم في ادراك المهارات الرياضية.
2- يساعد المتعلم في الحصول على معلومات ومعارف رياضية.
3- يساعد على تنفيذ المنهاج بصورة صحيحة.
4- يساعد المعلم على التدرج من الموضوع الى اخر.
5- يساعد على اكتساب القيم الخلقية والاجتماعية.
6- يحقق من المجهود الذي يبذله المعلم في شرح واعطاء المهارات والمعلومات الرياضية.
7- وسيلة لتقويم المتعلم من الناحية النظرية المتعلقة بالتربية الرياضية.
8- يطمئن المعلم الى ما فيه من معلومات ومعارف ومهارات من حيث صدق صحتها.
9- يساعد على نقل العملية التعليمية من المعلم الى المتعلم.
10- ان تستخدم اساليب التدريس الحديثة في توضيح محتوى المهارات الخاصة بالبرامج الرياضية.
11- التنوع في محتوى الكتاب والوسائل التعليمية.
12- استمرارية التقويم والاهتمام بتنوع التقويم.
6- الوسائل التعليمية:
من العناصر الاساسية في العملية التعليمية الوسائل التي تتبع للاستفادة من جميع حواس التلميذ خلال عملية التعلم مما يتطلب ايجاد الوسائل الضرورية والمناسبة ليتسنى للمعلم امكانية تنفيذ المنهاج بصورة صحيحة حيث يمكن عن طريق تنوع الوسائل استعمال اساليب عديدة للتعزيز الذي يؤدي الى تثبيت الاستجابات الصحيحة وتاكيد التعلم.
7- الاشراف الرياضي:
ان عملية الاشراف الرياضي مهمة لتنفيذ المنهاج من خلال متابعة المشرف لفقرات المنهاج. ويقوم المشرف بتوضيح كل ما يتعلق بتنفيذ المنهاج للمعلم وكما يساعده على كيفية التغلب على المشكلات التي تعيق تنفيذ المنهاج ويقوم بتزويد كل ما هو حديث وجديد للمعلم.
8- الادارة المدرسية:
تعتبر ادارة المدرسة الاداة المهمة في تنفيذ المنهاج باعتبارها قد اكتسبت خبرات عديدة من خلال تنفيذ المناهج الدراسية المختلفة.
وتقوم ادارة المدرسة بتشجيع المعلم ودعمه لاجل تمكنه من تنفيذ المنهاج وتحقيق الاهداف التربوية باعتبار الادارة المدرسية هي حلقة الوصل بين المدرسة والبيئة والمجتمع، وادارة المدرسة هي المسؤولة عن التنسيق بين المناهج الدراسية المختلفة.
مصادر الفصل الثاني:
(6) كلوم حلمي ابو هوجة، مناهج التربية الرياضية، الطبعة الاولى، مركز الكتاب للنشر، القاهرة، 1999، ص 65 – 74. (بتصرف).
الفصل الثالث : الادارة الرياضية المدرسية
تعرف التربية الرياضية (بانها جزء متمم للتربية العامة أي تربية عن طريق البدن باستعمال الالعاب الرياضية وسيلة لتحقيق الاهداف).
تنظيم وادارة التربية الرياضية:
يجب ان تشمل خطة التربية الرياضية المدرسية النقاط التالية:
اولا: يجب ان يؤمن معلم التربية الرياضية باهداف التربية الرياضية.
ثانيا: تحديد بوضوح اغراض التربية الرياضية المدرسية لان المدرسة غير النادي الرياضي.
ثالثا: وضع المنهج التدريسي بما يتلائم والاعمار والجنس ويحقق الحاجات.
رابعا: تحديد الطرق والوسائل التي يمكن بها تحقيق اغراض التربية الرياضية المدرسية ويمكن اجمالها بما يلي:
- وضع برنامج عام للرياضة المدرسية.
- اختيار مجموعة من الخبرات لكل مرحلة دراسية.
- وضع محتوى البرامج الداخلية والخارجية لتلائم وميول ورغبات المتعلم.
- تحديد طرق التدريس وفقا للامكانات المتوفرة.
خامسا: تحديد وسائل القياس المناسبة.
سادسا: اجراء التجارب لاختبار وسائل القياس لغرض وضع معايير تستخدم للمقارنة بين مستويات اداء المتعلمين مهاريا ومعرفيا.
سابعا: اجراء عملية تقويم النتائج ومعرفة مدى تحقيق الاغراض.
ثامنا: نتيجة التقويم يمكن معرفة مدى مطابقة المحتوى مع ميول ورغبات المتعلمين.
تنظيم وادارة الدورات الرياضية:
ان تنظيم وحسن ادارة الخبرات التنافسية التربوية لاجل غرس افضل القيم الاجتماعية في نفس الطلبة من خلال البرامج الرياضية التي تشمل عنصر المنافسة باعتبارها ظاهرة طبيعية عند الانسان من خلال طموحه في الوصول الى مكانة مميزة مما يجعله يتقن ويتقدم ويتطور في مجال الالعاب ومن دون المنافسة لا يتمكن الفرد من تحقيق ذلك.
والدورات الرياضية هي سلسلة من السباقات التي تقام بين طلبة او مدارس او منتخبات رياضية بقصد تحديد الفائزين وترتيب نتائجهم من خلالها.
اهداف الدورات الرياضية:
تحدد اهداف كل دورة رياضية من قبل اللجنة المشرفة على الدورة او من قبل الاتحاد الرياضي او المنظمة الرياضية بحيث تكون تلك الاهداف واضحة ويمكن تحقيقها.
ومن تلك الاهداف ما يلي:
1- اهتمام الافراد او الفرق الرياضية بالتنافس الودي لاجل رفع المستوى البدني والمهاري من خلال الاحتكاك.
2- اتاحة الفرصة للتنافس لتحقيق الجوانب التربوية.
3- تحديد المتميزين والاوائل من المشاركين بالدورة.
4- تمتع المشاهدين والمشاركين بالجانب الترويحي من خلال المشاركة والمشاهدة.
5- التعارف والصداقة بين الافراد والشعب من خلال الدورة الرياضية.
6- استثمار الدورة لاغراض سياحية للدولة المشاركة.
خطوات تنظيم وادارة الدورات الرياضية:
اولا: تشكيل اللجنة المنظمة:
في حالة تنظيم دورة رياضية على نطاق المدرسة او النادي الرياضي تشكل لجنة من عدة اشخاص ويناط لها التخطيط والتنظيم والادارة والاشراف على تنفيذ وتقويم الدورة الرياضية. اما اذا كانت الدورة الرياضية على نطاق الدولة وكانت دولية او قارية فان الامر يتطلب تشكيل لجنة على مستوى الدولة.
ثانيا: التخطيط: تتخذ الاجراءات التالية:
1- تثبيت هدف الدورة الرياضية.
2- تحديد عدد الملاعب والقاعات الرياضية.
3- تسمية الحكام.
4- يثبت عدد الفرق المشاركة.
5- تحضير وتهيئة الادوات والاجهزة الرياضية المطلوبة.
6- اصدار دليل او كراس يحتوي على كافة المعلومات والبيانات الخاصة بالدورة.
7- تحديد اسس الاشتراك ونظام وشروط البطولة.
8- تقدير المبالغ المالية والجوانب البشرية اللازمة لاقامة الدورة.
9- تحديد فترة الدورة والاعداد لها.
ثالثا: التنظيم:
تحدد عملية التنظيم وفق اهمية الدورة وحجمها ومن خلال وضع وتحديد اللجنة المسؤولة عن تنظيم الدورة الرياضية وتشكيل اللجان او الاقسام او المجموعات المساعدة وتحديد واجباتها وصلاحيات كل منها، ومن اهم اللجان هي:
لجنة السكرتارية، لجنة التنسيق والمتابعة، اللجنة الاعلامية، لجنة العلاقات العامة، لجنة الحكام، لجنة الملاعب والتجهيزات الرياضية، اللجنة الفنية، لجنة الإعاشة والاقامة، اللجنة الطبية.
رابعا: الاعداد للدورة الرياضية:
بعد اكمال تكوين اللجنة المذكورة اعلاه تبدا اللجنة المنظمة بتحديد واختيار اسماء العاملين في تلك اللجان وتبدا مرحلة الاعداد للدورة قبل وقت مناسب يتم خلالها ارسال الدعوات للدول او الفرق الرياضية التي سوف تشارك بالدورة.
وتبدا اللجان باعداد الملاعب والحكام توفير الاجهزة والادوات والتغطية الاعلامية وغيرها.
خامسا: اقامة الدورة الرياضية:
تقام الدورة الرياضية حسب البرنامج الزمني المحدد وتشمل تنظيم وادارة المباريات وتطبيق البرامج المختلفة الاجتماعية والاعلامية والندوات والمؤتمرات.
سادسا: تقويم الدورة الرياضية:
تبدأ عملية التقويم اعتبارا من بداية تكون اللجنة المنظمة للدورة وبكل مرحلة من المراحل ويتم ذلك بوسائل متنوعة منها الملاحظة المنظمة، الاستبيان، المقابلات الشخصية ويجب ان تكون عملية التقويم مستمرة وتقوم بذلك لجنة التقويم.
تنظيم وادارة قسم التربية الرياضية:
تنظيم القسم:
تختلف اقسام التربية الرياضية في المدارس من عدد التلاميذ او الطلبة وما هو متوفر من ملاعب وساحات رياضية وعليه فان تنظيم البرامج الرياضية الداخلية والخارجية يختلف من مدرس الى اخر.
اولا: ادارة القسم:
تعتمد ادارة القسم على ما يلي:
- خطة عمل القسم: يجب اولا تحديد اهداف القسم وعلى ضوء ذلك يقسم العمل الى وحدات او لجان على ضوء الامكانات المالية المتوفرة للقيام بحوائجها من الالعاب او الفعاليات او المهرجانات الرياضية الداخلية والخارجية.
- الوظائف القيادية: تناط الوظائف على ضوء المؤهلات العلمية والصفات الشخصية للقائد.
ثانيا: ادارة القسم:
ان ادارة القسم تناط لرئيس القسم ويصبح مسؤولا عن حسن سير العمل لتحقيق الاهداف ويحدد واجبه بما يلي:
1- متابعة تنفيذ الاعمال بعد تقسيم الاختصاصات على معلمي القسم.
2- تحديد طرق التدريس واختيار الملائم منها.
3- عقد اجتماعات دورية للجان ومعلمي القسم لحل المشاكل ان وجدت.
4- ايجاد افضل السبل لايجاد علاقات بين المدرسة والمجتمع.
5- التاكد من الجانب المالي لتغطية تنفيذ الخطة.
6- متابعة اعمال اللجان المختلفة.
7- تنمية روح القيادة لدى المتعلمين.
8- دراسة التقارير الموضوعة من المعلمين ورؤساء الطلبة.
9- يراس لجنة البرامج الرياضية الداخلية بالمدرسة.
10- عقد المؤتمرات لمناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بالرياضة المدرسية.
11- اعداد التقارير السنوية مبينا فيها مجتلف النواحي المتعلقة بالرياضة داخل المدرسة.
الفصل الرابع: تطور المنهج منذ الثورة الصناعية
لا شك ان المنهج التقليدي (الكلاسيكي) كان له اهمية وقيمة وظيفية اثناء عصر النهضة، فقد كان شعار العصر الاهتمام بالنواحي العقلية والنواحي الجمالية والنواحي الاخلاقية. ولم يكن الاهتمام بالنواحي الجسمية مغفلاً، فقد كان على رجل الحاشية ان يمهر في فنون المبارزة والسباحة والمصارعة وركوب الخيل. ولذلك كان الطلاب يقبلون على دراسة الثقافة اليونلنية واللاتينية بدافع من انفسهم وتجاوبا مع روح العصر ومطاليبه. ولكن هذا الاتجاه لم يستمر في عصر ما بعد النهضة اذ تحول الاهتمام من تفهم تلك الثقافة والتعرف على مكوناتها الى مجرد تدريس اللغتين اليونانية واللاتينية والتعرف على قواعد النحو فيهما. كما ظهرت عوامل اجتماعية ادت الى تدهور المنهج الكلاسيكي، واول هذه العوامل هو ظهور اللغات القومية. فبالرغم من ان اللغة اللاتينية اشتهرت كلغة رجال السياسة والمتعلمين ولغة الكنيسة وقصور الملوك الا انه لم يعد في امكانها منافسة اللغات القومية. فقد وجد الملوك في اثناء محاولاتهم بناء دولهم على اسس قومية ان اللغات القومية عامل مهم من عوامل الوحدة القومية القومية لانها لغة العامة من الشعب في حين ان اللغات الكلاسيكية لغة الخاصة بهم. يضاف الى هذا ان قيام الثورات الديمقراطية والصناعية في نهاية القرنين الثامن عشر والتاسع عشر واهتمام هذه الثورات بعامة الشعب رفع من قيمة اللغات القومية التي يستخدمها اولئك العامة. وهناك عامل ثالث ادى الى تدهور المنهج الكلاسيكي وهو اصرار انصاره على عدم ادخال العلوم الحديثة التي اخذت بالانتشار في القرنين السابع عشر والثامن عشر فيه. وادى هذا الاصرار الى نفور بعض الناس من المنهج الكلاسيكي لاحساسهم بانه لا يتجاوب مع مقتضيات العصر ومطاليبه. وقد تاثر المنهج بتلك العوامل في عدة نواح من اهمها:
أ- ظهور العلوم الحديثة في المنهج:
كانت العلوم فيما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر تقوم على الناحية اللفظية ومستمدة في معظمها من اراء القدماء وخاصة الفلاسفة الاغريق مثل ارسطو ولكن العلماء في القرنين السادس عشر والسابع عشر بدءوا في مناقشة النظريات العلمية الموجودة والمتوارثة مناقشة علمية، وتمكن بعضهم من اكتشاف كثير من الاخطاء فيها، ومن ثم بدأت العلوم الحديثة في الظهور وخاصة بعد ان بدا المنهج العلمي في البحث يؤثر في اغلب الميادين العلمية، ومن هنا اخذت علوم الميكانيكا والجغرافية والتاريخ والطبيعة والرسم في الظهور الى جانب الفلك الذي كان يدرس منذ عهد الاغريق. وبدات المدارس ايضا في استعمال نماذج الكرة الارضية والميكروسكوبات والبوصلات وغيرها من الاجهزة العلمية. وكان ادخال تلك العلوم والادوات في المنهج تجديدا بالنسبة للمنهج النظري الذي كان سائدا حتى ذلك الوقت.
ولما انتشرت العلوم في القرن التاسع عشر على اثر الاكتشافات العلمية المتعددة، بدات اهمية دراستها تتضح، وخاصة في انكلترا عقب الثورة الصناعية، فقد نادى هكسلي (1815-1895) بان من العار على انكلترا وهي بلد ذات مصالح صناعية وتجارية ان تهمل تدريس الكيمياء والطبيعة في منهاج دراستها بالرغم من ان صناعتها وتجارتها تتوقف على هاتين المادتين. وقد تقبلت انكلترا هذا الاتجاه وشاركتها فيه عدة دول اخرى كالمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية، وكان ذلك في منتصف القرن التاسع عشر، ومنذ نهضة العلوم الحديثة، بدات الرياضيات تاخذ مكانا ممتازا كمادة دراسية ذات نفع في دراسة تلك العلوم بعد ان كانت مهملة في عصر النهضة. وقد استخدمها كبلر في دراسة الفلك واستخدمها نيوتن في التوصل الى قوانين الجاذبية.
ومنذ بدات العلوم تشق طريقها في المنهج وتزداد اهميتها بدا النزاع بين انصارها وانصار الدراسات الكلاسيكية، فقد كان انصار الدراسات الكلاسيكية يؤكدون دائما على اهمية موادهم في التدريب العقلي. ولكن انصار العلوم الحديثة نادوا باهمية تلك العلوم في تلك الناحية ايضا، ووجدنا هربارت سبنسر (1820-1903) يقول ان العلوم لا تماثل دراسة الفنون الكلاسيكية فحسب، بل تتفوق عليها في دراسة العقل، فاذا كانت دراسة اللغات تدرب الذاكرة فدراسة العلوم تدرب الذاكرة والفهم معا)(7).
ولم يقتصر الامر على ادخال العلوم الطبيعية في المنهج، بل ادخلت ايضا عدة مواد اخرى سميت بالعلوم الانسانية الحديثة، ومن اهمها دراسة اللغات الحديثة والتاريخ والجغرافية. وقد ساعد ظهور القوميات والديمقراطية على ادخال اللغات الحديثة في المنهج والتقليل من اهمية اللغات القومية الحديثة ايضا حيث وجد ان هذه العلوم تتضح اكثر باستعمال اللغات القومية في التعليم، ولم يكن للتاريخ وجود مستقل كمادة رئيسية في المنهج قبل القرن التاسع عشر، فقد كان مقصورا على دراسة تاريخ اليونان والرومان بطريقة غير مباشرة اثناء دراسة الاداب اليونانية والرومانية. وقد ظل التاريخ جزءا من الادب حتى بعد استعمال اللغات الحديثة ثم انفصل عنه نتيجة لظهور القوميات والحركات الديمقراطية، اما الجغرافية فلم تظهر اهميتها الا بعد الاكتشافات الجغرافية، وكانت في بدء عهدها مقصورة على مجرد تدريس اماكن البلدان وحدوده. ولكن دراسة تلك المادة تطورت بعد ظهور القوميات المختلفة ونتيجة للتصنيع واصبحت تهتم بدراسة علاقة الانسان بالبيئة التي يعيش فيها.
ب- الاهتمام بالتربية الرياضية في المنهج:
كان الاغريق، كما ذكرنا من قبل، يهتمون اهتماما بالغا بالتربية الجسمية، غير انها اهملت نسبيا في العصور الوسطى، حتى جاء روسو في القرن الثامن عشر واقترح منح الطفل حرية كبيرة في القفز والتسلق ولتسهيل حرية الحركة، راى روسو (1712-1778) ان يلبس الطفل ملابس بسيطة وواسعة، وهو امر مخالف لما كان متبعا في ذلك الوقت، اذ كان من المالوف ان يلبس الاطفال ملابس مشابهة لملابس الكبار. وكان روسو يرى ان ارتداء الطفل للملابس البسيطة الواسعة يساعد على نمو جسمه نموا صحيحا قويا، ويساعده على تحمل نوبات الحرارة والبرودة الزائدة.
وكان بزداو (1723-1790) من اوائل الذين حاولوا تطبيق اراء روسو في التربية الرياضية، وذلك في مدرسته الشهيرة وتبعه في ذلك جوان جتس موتس (1859-1839) الذي ابتدع عدادا من التمرينات الرياضية عرفت منذ وقته بالالعاب الرياضية. ولكن هذه الالعاب لم تكن كل ما يتضمنه الفلاحة والعمل اليدوي والنزهات الخلوية.
واذا كان غرض جتس موتس من التربية الرياضية العناية باجسام الاطفال والشباب، فقد كان غرض فدريك لودويج جان (1778-1835) منها تنمية الروح الوطنية، فقد كان من الالمان الذين احسوا بهزيمة بلاده في موقعه فيينا على يد نابليون، ولذلك كان يهدف الى خلق جيل قوي يستطيع في الوقت المناسب ان يتخلص من اعدائه وسحقهم، ولتحقيق ذلك كان يدرب تلاميذه على بعض التمرينات والالعاب الرياضية، كما كان برنامجه في التربية الوطنية يتضمن الاناشيد الوطنية وقصص الكفاح.
وقد ربط السويديين بين التربية الرياضية وبين علمي التشريح والفسيولوجيا. وقد وضع ليبج (1776-1938) عددا من التمرينات الرياضية تقوم اساسها على الدراسة العلمية لجسم الانسان. ولعل اهم ما يميز هذه التمرينات السويدية هو ملائمتها للضعاف والاقوياء من التلاميذ. وكان لينج يفضل ان يمارس التلاميذ كمجموعة نوعا معينا منها.
وقد عبرت التمرينات الرياضية والسويدية شواطئ المحيط الأطلنطي، وظهرت في مناهج المدارس الامريكية بدء القرن التاسع عشر، وتضمنت مناهج التربية الرياضية دراسات عن التغذية والصحة البدنية والعقلية. كما اصبح الاشراف الصحي على التلاميذ امرا هاما.
ج- ظهور اهمية العمل والتربية المهنية في المنهج:
لقد راينا ان نهضة العلوم ساعدت الثورة الصناعية، وان هذه الثورة بدورها جعلت للعلوم مركزا هاما في المنهج، وقد اثرت الثورة الصناعية وظهور الديمقراطية السياسية والاجتماعية على ناحية اخرى من نواحي المنهج وهي العمل. ففيما قبل الثورة الصناعية كانت التربية المهنية تحتل مكانا بسيطا في المنهج التقليدي للمدارس.
وكان التدريب على الفنون التجارية والصناعية يمارس عن طريق التلمذة خارج المدرسة. وقد نشا نظام التلمذة منذ ايام الاغريق، كما اشرنا الى ذلك من قبل، ووصل الى مستوى عال من التطور حين انتشر نظام النقابات الحرفية في العصور الوسطى وعصر النهضة.
وقد اتبع نظام التلمذة في تعلم الحرف والمهن المختلفة. وكان معلم الحرفة او المهنة يعلم تلاميذه القراءة والكتابة ومبادئ الاخلاق الى جانب تعليمهم اسرار الصناعة، ونظرا لان التلميذ كان يقيم غالبا مع اسرة المعلم في منزله فان سلوكه كان موضع ملاحظة العلم.
ولما حولت الثورة الصناعية الانتاج من المنازل الى المصانع، ومن الصناعة اليدوية الى الصناعة الالية، حيث تغيير كبير في الصناعات المختلفة تبعه اعادة النظر في التربية المهنية والتعليم الصناعي. فقد كان العامل اليدوي معتادا على التعرف على خطوات الصناعة التي يحترفها من بدء وجودها في صورة مواد خام حتى توزيعها بعد انتاجها، ولكن العامل في الصناعات الميكانيكية اصبح في غير حاجة الى التعرف على كل دقائق الصناعة، بل لم يعد هذا في امكانه لتعقد عملياتها. كما ان المصنع الحديث لم يعد يحس بمسئوليته في الاشراف على تربية الصناع الجدد، كما كان يحدث بالنسبة لاصحاب الحرف من قبل، حيث كان معلم الحرفة يشرف على التربية العامة والفنية والاخلاقية لتلاميذه.
ولم يتطور التعليم المهني والصناعي بصورة سريعة ليتلائم التغيير الذي نتج عن الثورة الصناعية، غير ان هناك اتجاهين بدءا في الظهور ببطء اولهما ظهور اهمية التربية المهنية بالنسبة للانتاج مما ادى الى توجيه الانظار نحو الاهتمام بهذا النوع من التعليم، وثانيهما العناية بالتربية المهنية والمطالبة بجعلها من ضمن المواد الدراسية في المنهج نظرا لاعتماد الصناعة على الاسس العلمية ولان اقتصاديات الصناعة ونظمها اصبحت معقدة وتحتاج الى دراسة منظمة. وقد شجع انصار الفلسفتين الواقعية والطبيعية هذين الاتجاهين. فوجه انصار الفلسفة الواقعية اهتمامهم نحو استخدام الوسائل التعليمية في المدارس كالكرة الارضية والميكروسكوبات والنماذج المختلفة كما ذكرنا من قبل، كما طالبوا باستعمال الالات التي يستخدمها الصناع في المدارس ليتدرب عليها الطلاب تدريبا عمليا. اما اثر الفلسفة الطبيعية فقد ظهر في اتجاه روسو نحو تقوية الاتجاهات المهنية في المنهج. فقد ذكر ان العمل اليدوي هو اقرب الوسائل الطبيعية التي يمكن للفرد ان يكسب بها عيشه(
.
كما ذكر ان اميل (يتعلم من بقائه ساعة واحدة في العمل اليدوي اكثر مما يتعلمه من يوم كامل في التعليم النظري)(9).
وذكر في موضع اخر (اذا كنت بدلا من ان اشجع الطفل على ملازمة كتبه استخدمه في المصانع فان يديه ستعملان على نمو عقله)(10).
وعلينا ان نلاحظ ان روسو حين دعا للعمل اليدوي كان يرجو من وراء ذلك تحقيق غايات اجتماعية وفردية. فقد كان يرى ان من المهم ان يتعلم الفرد حرفة، ليس مجرد معرفتها بل لتعديل اتجاه الناس نحو العمل ونحو التربية المهنية(11).
وقد تبع روسو عدة فلاسفة اهتموا بالعمل المهني، فادخل بزادو في مدرسته الصناعات في المنهج. كما اهتم بستالتزي السويدي بالتعليم المهني وكان يرى ضرورة وجود برنامج دراسي مهني، لان وجود مثل هذا البرنامج يعد من احسن الوسائل لرفع مستوى الفقراء وكان جون لوك الفيلسوف الانكليزي يعتقد ان للتدريب اليدوي قيمة تربوية منفصلة عن الغرض النفعي. ولهذا حبذ ان يتعلم ابناء الميسورين حرفة من الحرف لانها، كما يقول، تدريب تربوي هام يتمثل في احترام هؤلاء الناس لقيمة العمل والرفع من شانه. هذا الى جانب انها تدريب نفعي لهم.
وكان فروبل يهتم بالقيمة التربوية للعمل اكثر من أي فيلسوف اخر. فقد تبع فروبل روسو في الاعتقاد بان النشاط الذاتي طبيعة اساسية في الطفل، وكما ان اللعب هو الشكل الطبيعي الذي يتخذه نشاط الشخص الكبير. وذكر في كتابه (تربية الانسان) ان الكائن الحي الصغير النامي يجب ان يتدرب مبكرا للعمل وللنشاط الابداعي المنتج. فالدروس عن طريق العمل وبواسطته، والدروس عن طريق الحياة ومن الحياة، هي اكثر انواع الدروس تاثيرا وانتاجا(12).
وقد تابع ديوي الفيلسوف الامريكي ما بداه روسو وفروبل واوضح ان الاساس الاول للنشاط التعليمي يقع في الاستعدادات الفطرية للعمل والحركة والنشاط وطالب ديوي بادخال مواد الطهي والحياكة والتجارة وما شابهها في المنهج. بل اعطى هذه المواد المكان الرئيسي فيه. وكان يؤكد ضرورة جعل العمل اهم ما يركز عليه المنهج، وانه من واجب الدراسات الاكاديمية الاخرى ان توضح اهميته، فمواد التاريخ والجغرافيا والرياضة مثلا يجب ان تزيد من فهم طبيعة العمل وقيمته.
وبالرغم من كل هذه الاتجاهات الحديثة نحو العمل ونحو الدور الذي ينبغي ان يقوم به في المنهج، فان نظرة الناس اليه حتى وقتنا هذا ما زالت اقل من نظرتهم الى الدراسات الاكاديمية النظرية في بعض المجتمعات. وليس ادل على هذه النظرة من اقبالهم على الحاق ابنائهم بالمدارس الثانوية الاكاديمية عن الحاقهم بالمدارس الصناعية.
مصادر الفصل الرابع:
(7) Spencer, H., “Education intellectual, Moral and physical (London, Dent and sons Ltd..nd), P.39.
(
Roussea U,J.J, Emile, (London: Dcnt J.M and Sons, 1911), P. 158.
(9) Roussean, J.J., Emilius and Sophia, (London: Becket and Hudt, 1763), Vol. 2, P.64.Quoted by brubacher,op. Cit, P.280.
(10) Rousseau, J.J. Emile, op. Cit, P.140.
(11) Archer. R.L., Rousseau on Education, (London).
(12) Froebel, Education of man. (London: Appleton, 1905) PP. 33-34.
الفصل الخامس: مفهوم القيادة
تعريف القيادة:
ان لفظ القيادة يعني علاقة متبادلة بين من يبدا بالفعل وبين من ينجزه وهذه العلاقة يترتب عليها تمثيل دورين متبادلين يمثل الدور الاول من يتولى القيام بالعمل وهو القائد ووظيفته اصدار الاوامر.
ويمثل الدور الثاني من ينجزون العمل وهم الاتباع او الافراد ووظيفتهم تنفيذ الاوامر وهذا واجب عليهم.
وقد عرفت القيادة على مستويات مختلفة من قبل اداريين ومفكرين وباحثين على النحو التالي:(13)
1- يرى (همفل) (القيادة هي نشاطات وفعاليات ينتج عنها انماط متناسقة يتفاعل الجماعة نحو حلول المشكلات المتعددة).
2- ويرى ستوقدل (القيادة عملية تاثير في نشاطات الجماعة لتحقيق الاهداف).
3- تعريف هيث (التاثير في سلوك الاخرين كافراد وجماعات نحو انجاز وتحقيق الاهداف المرغوبة).
القيادة: تعتبر القيادة من اهم الادوات لحل الجوانب والمشاكل الادارية والقيادة هي مجموع الفعاليات التي تؤثر على العاملية لتحقيق اهدافهم واهداف التنظيم الاداري.
والقيادة هي حصيلة لعدد من العوامل وخاصة ما يتعلق بالافراد العاملين من ناحية الشخصية والسلوك ومدى تفاعلهم مع المجموعة اضافة الى ظروف الموقف.
وانطلاقا من هذه المفاهيم يكون موقع القائد في المقدمة لكي يحفز ويقود ويكون فعالا للاخرين والقائد الفعال هو قائد كل المواقف ويتصدى لها ويستخدم مناهج واساليب. والقائد الفعال هو الذي يغتنم الفرص ليثبت ذاته وليثبت بانه مؤهل للمهمات الصعبة ويجتازها محققا اهداف الادارة.
ويرى البعض ان القائد يولد ولا يصنع، فليس كل مدير قائدا وانما يمكن ان يكون القائد مديرا ويفترض البعض ان هناك ارتباطا وثيقا بين القادة والاداء الفعال على اساس ان القائد الفعال هو الفرد الذي يتوافر فيه ما يلي:
1- موهبة قيادية.
2- خبرة وتجربة وظيفية تخصصية في العمل الاشرافي والقيادة.
3- لديه شخصية بسمات مميزة.
4- مؤهلات تعليمية.
5- طرق واساليب ومداخل في ادارة العمل والناس.
6- قدرات وقابليات ورغبة تحقق له الاداء المتميز.
والقائد نميزه في تعامله مع الاخرين بما يلي:
1-