رياضة المصارعة
________________________________________
التطور التاريخي لرياضة المصارعة
منذ بداية الخليفة وأرتبطت المصارعة بالانسان منذ أن وطأت قدمه الارض فنحن نعلم أبناء سيدنا أدم عليه السلام حينما قتل قابيل هابيل وذلك باستخدام بعض أساليب الصراع فنجد أن المصارعة ملازمة للانسان منذ الحياة البدائية الأولي حينما كان يستخدمها في اقتناص فرائسة من الحيوانات ويستخدمها كغذاء أو يستخدمها في الدفاع عن مراعية وممتلكاته ضد الحيونات المتوحشة أو اعداؤه من البشر وكان لزاما عليه أن يستخدم المصارعة في ذلك الوقت.
ولكن عندنا تكونت القبائل والجماعات وسار لكل قبيلة هدف وهو حب البناء والسيطرة والتملك والتوسع فبدأت كل قبيلة تنظم وتستعد وتتدرب علي الاعداد البدني والمصارعة حتي تستطيع أن تتغلب أو تدافع عن نفسها وممتلكاتها من مراعي وأغنام وأولاد وغيرها من الاشياء.
ومن ذلك نلاحظ أن المصارعة في عصر ما قبل التاريخ كانت تتم في أي وقت وكانت حسبما تتطلب الظروف وغير متربطة بمكان كما كانت تستخدم باسلحة من الحجارة ، أي في ذلك العصر لم تأخذ طابع منتظم.
1- منذ فجر التاريخ حيث ( القدماء المصريين ) :
ويعتبر قدمناء المصريين من أقدم الشعوب ألتي زاولت رياضة المصارعة وهناك الكثير من الدلائل التي تشير إلي ذلك بل وتؤكده وهي النقوش التي وجت في أثارنا القديمة والمتعددة مثل الآثار التي وجدت في مقابر ( بني حسن ) المنيا وتوضح هذه النقوش والرسومات التي علي جدران هذه المعابد المسكات والخطفات لرياضة المصارعة الحرة التي نزاولها الآن ، حيث توجد لوحه بها 240 حركة من الحركات المستخدمة في عصرنا هذا.
فلا غرور حينما تقول أن الفراعنه هم أول من وضع أسس رياضة المصارعة الحرة وحتي الآن تنسب هذه الرياضة إليهم حيث يطلق عليها المصارعة الفرعونية ، وكان القدماء المصريون يعقدون حلقات المصارعة يومياً في المعابد وكانت تمارس علي الارض وكانت ملابسهم في ذلك الوقت عبارة عن جلود واقية للعورة أو في بعض الاوقات الأخري كان يزاولونها وهم عراه.
ومن الثابت أن قدماء المصريين كان لهم فضل السبق في هذا المضمار بل جعلوا منها لعبة رياضية شيقة مارسها الصغار والكبار كما هو مسجل في عدة نقوش واضحة لصور علي أثارهم وبدراسة تلك الصور دراسة علمية نجد أنها تشتمل علي أغلب الحركات الحديثة للمصارعة اليونانية الرومانية والحرة ، وقد بلغ عدد الحركات المسجلة علي جدران مقبرة الأمير باكت من الأسرة الحادية عشر في الفترة بين 2040 – 1991ق.م ببني حسن بمدينه المنيا مائه وتسعة وعشرون مسكة ممصارعة ، كنما وجد أيضاً في نفس الفترة لوحة ممكونة من ثمانية اسطر تحتوي علي 121 مسكة مصارعة حرة للأمير خيتي ، بمقبرته بجوار الأمير باكت ببني حسن ، كما يحتوي متحف بروكسل ببلجيكا تحت رقم 4846 لوحتين لمصارعين وجدت أصلاً في منطقة عرب البرج المصرية ، ويرجع تاريخها إلي 2000 ق.م.
أما في تل العمارنة وجدت لوحة تضم مسكات لأشخاص غير معروفين ولكن من المصريين القدماء الأسرة الثامنة عشر التي حكمت في الفترة بين 1554 – 1306 ق.م ، ويعرض فلي المتحف المصري صورة لمصارعين من المصريين القدماء الأسرة العشرين 1186 – 1085 ق.م تمثل الالتحام في المصارعة.
وقد ثبت أيضاً أن المصريين القدماء هم أول من أرسوا قواعد التحكيم لهذه الرياضة ، وقد ثبت ذلك في معبد رمسيس الثالث الآسرة الشعرين في مدينه هابو غرب الاقصر لوحة المصاعرين وحكطم يوجههم لاخطاء المسكات ، كما قام بهذه الرياضة الرياضية الصغار أيضاً من قدماء المصريين وقد ثبت ذلك في لوحات من مقبرة بتاريخ حتب من عهد الأسرة الخامسة التي حكمت مصر خلال المدة من 2470 – 2320 ق.م تبين مصارعة الفتيان وكل هذه الآلة تبرهن علي أن المصريين القدماء هم أول من مارسوا لعبة المصارعة بنوعيها ولهم الفضل الأول في وضع القواعد لها ومن الوفاء أن نكرم قدماء المصريين بأن تسمي المصارعة الحرة بالمصارعة الفرعونية مثل التكريم الذي أطلق علي النوع الأخر من المصارعة.
وعندما قامت الحروب في عصر تحتمس واوزيس وخوفو وغيرهم من القدماء كان لزاما عليهم التدريب علي التلاحم واستعمال الحراب والعجلات الحربية وغيرها من أدوات الحرب.
ومن ذلك نستخلص أن المصارعة أخذت الطابع المنتظم في خلال هذه الحقبة من التاريخ حيث كان لها القواعد والقوانين التي تمارس من خلالها بانتظام.
2- في عصر الاغريق :
قد نالت رياضة المصارعة اهتماما كبيراً من الاغريق ، حتي أصبحت هذه الرياضة من الرياضات الاساسية في المسابقة الخماسية وكان يسمح للنساء بمزاولة المصارعة وكان يمارسونها وهم عراة كما تبين ذلك من خلال التماثيل الخاصة بهم ، وكانت تمارس في البلاستر والجمنازيوم حيث أزدهرت المصارعة في هذا العصر حتي وضعوا لها القواعد والقوانين التي تحكم المتصارع حيث كانوا لهم فلسفتهم الخاصة بهم فكان فلسفتهم الرياضية هي جمال الحركة وكمال الجسم ورشاقته ويتضح ذلك جليا في أن افلاطون سمح بممارسة المصارعة في جمهوريته الشهيرة.
وكان الاغريق يمارسون المصارعة في حلقات الملاكمة الحالية وكانوا يظهرون أكبر جزء من الجسد لانهم كانوا يسعون غلي جمال الجسم وإبداعه.
3- في عصر الرومان :
فقد ظهرت المصارعة في روما في الربع الأخير من القرن الثاني قبل الميلاد وأهتم الرومانيون اهتماما كبيراً بها وجعلوها ضمن برامج تربية الناشئين وكان الدافع إلي هذا الاهتمام ما تتيمز به المصارعة من قيمة كبيرة في اعداد الفرد للقتال والدفاع عن الوطن ، بحيث تأحذ الرياضة الشكل الذي يتلائم مع فلسفة الدولة وامانيهخا العليا لذلك نجد أن أساليب الرومانين في المصارعة أختلف عن المصارعة الاغريقية ، بينما كان الاغريق ينظرون إلي المصارعة كفن ينبغي أن يبتعد عن الخشونة نجد أن الرومانيين قد مارسوا اللعبة باستخدام الاسلحة طوراً أو حمل الخصم إلي أعلي ثم قذفة علي الارض بقصد القضاء عليه طوراً آخر.
كل هذا عمل علي تغير الامكانات المستخدمة قبدلوا الحلقات باقفاص حديدية يوضع بداخلها المصارعين ولا يخرجوا منه الا بموت أحداهما.
حيث كانت تستخدم الحراب والسيوف والدروع والسلاسل الحيدية وغيرها كنما كانوا يستخدموا في هذه الحلقات الدموية بعض الحيوانات المفترسة وكان الملوك والأمراء يستمتعوا بمشاهدة هذه الحلقات.
4- في العصور الوسطي :
جاءت هذه العصور بالفوارق الطبقية الواضحة حيث اقتصرت الرياضة علي طبقة النبلاء والامراء والحكام فكان من ضمن اعداد الحكام والامراء ممارسة المصارعة وإذا ما تتبعنا ما يجله المؤرخون والملوك لهذه الرياضة أنهم قد اهتموا بها اهتماما كبيراً حيث تمت أول بطولة في انجلترا عام 1681م وأقيمت علي بساط مصارعة مكون من القماش المحشوا بالقش وهكذا في باقي دول أوربا.
5- المصارعة عند العرب :
أن طبيعة حياة العرب في البداية القاسية دفعتهم إلي التدريب علي المغالبة والمدافعه ليستطيع الفرد منهم المقدرة علي منازلة الخصم ومغالبته ليصرعه ولذلك دربت القبائل العربية منذ جاليتها علي أن تجعل سمرهم حين ينعقد ليلاً بممارسة الفتية والشباب للمغالبة البدنية في صور مختلفة منها :-
الملابطة : وهي أن يتماسك شخصان ويحاول كل منهما أن يطرح زميله علي الارض.
الشفزبية : وهي التحايل في صرع الخصم بلوي رجله أو لوي رأسة تحت الاربط وصرعة بهذه الحيلة ، ويقال أنه قد طرحة كذلك منها الشفلقة وهي الدفع من الظهر ، والظهارية وهي الطرح علي الظهر ، والهضة وهي أن يصرع خصمه ثم يجثو عليه.
وكل هذه الآشكال تمثل التقسيم الفني للمصارعة في العصر الحالي وظلت العناية بهذا التدريب والممارسة متقشيا في القبائل حتي دعمها الاسلام.
ويذكر في عن الرسول صلي الله عليه وسلم أنه كان علي سفر فقابله رجل يدعي ( ركانه الزبيدي ) لايصارع أحداً الا وصرعة حتي أشتهر علي مستوي الجزيرة العربية كلها فدعاة ركانه إلي المصارعة سخرية من الرسول صلي الله عليه وسلم فاجابة الرسول وصارعة حتي صارعة ، فدعاه الرجل الثانية فصرعه الرسول أيضاً وكذلك الثالثة فأمدهش الرجل من قوة الرسول وقدرته علي التصارع فأنطلق الرجل ونطق بالشهادة ودخل الاسلام.
ومما تقدم لنا أن العرب عرفت المصارعة منذ جاليتها وممارستها بما يقرب من الصور المعروفة لنا الآن بأوضاعها ومسكاتها كما يبدو ذلك من الاسماء التي أطلقوها علي الصور المختلفة من الاوضاع والمسكات.
والجدير بذكر أن العرب كانوا يمارسون المصارعة وهم يرتدون السروال وكانت تمارس فلي حلقات من الرمل.
6- في العصور الحديثة :
مرت المصارعة الجريكون. رومان في العصر الحديث بمرحلتين هامتين بالنسبة لاهميتها.
وتبدأ الأولي ببداية الاولمبياد الحديثة أما المرحلة الثانية فتبدأ بتكوني الاتحاد الدولي للمصارعة كان نشاط المصارعة في الدورة الاولمبية الحديثة الأولي التي أقيمت بأثينا 1896م ، قاصرة علي الجريكو رومان ولم تظهر المصارعة الحرة.
المصارعة الحديثة في مصر :
يبدأ تاريخ المصارعة في مصر في العصر الحديث بظهور عبد الحليم دولار حوالي عام 1905م . وكان عبد الحليم يتميز بقوة جسمه ومعرفته بالمصارعة.