تلعب دقة الإصابة في كثير من الأنشطة الرياضية دورا هاما , ففي كثير من هذه الرياضات يتطلب الأمر قذف الأداة إلى نقطة محددة حيث لا تكون مسافة القذف هي الهدف الأساسي في هذا النوع من الرياضات , ويكون الهدف الأساسي وصول الأداة إلى نقطة مثالية , حيث الغاية الوصول إلى الهدف بغض النظر عن السرعة ( كالتصويب في كرة السلة ) , وقد يتطلب أحيانا إن تتحرك الأداة بسرعة عالية حين يكون الهدف الميكانيكي الأول هو تحقيق الدقة
يجب إن تقاس الدقة في المجالات الرياضية وفقا لطبيعة اللعبة , فمثلا في لعبة كرة السلة تقاس الدقة عن طريق توجيه الكرة نحو السلة باليدين أو بيد واحدة .
وتمثل الدقة أهمية كبيرة في حركة الأداء عند قذفها , وهنا تتحكم هذه الحالة في تحديد العوامل الميكانيكية المصاحبة لها والمؤثرة فيها ومن أهم العوامل مكان الهدف المراد توصيل الأداة إليه , والتصويب في كرة السلة من أهداف المستوى الأفقي حيث يكون الهدف أفقيا بالنسبة لحركة الكرة , وفي هذه المهارة نقذف الأداة للأعلى لكي تسقط على الهدف وكلما وصلت الأداة راسيا إلى الهدف كانت فرصة نجاح إصابة الهدف اكبر , وكلما وصلت الأداة عموديه على مستوى الهدف زادت فرصة نجاح التصويب .
وتعرف الدقة بأنها ( قدرة الفرد على التحكم في حركاته وارتباطها بهدف ما . . . وهي عنصر مهم لنجاح أداء الحركة ) , وتقسم الدقة إلى نوعين :
- الإحساس بالفراغ ( المكان ) .
- الإحساس بالزمن .
وان العينين مصدر رئيسي وأساسي للمعلومات الواردة عن العلاقات الفراغية و الزمانيه ليظهر الأداء دقيقا , وان أي خلل في الإحساس الفراغي يغير من مسار الأداة , وبالتالي يؤثر على النتيجة النهائية
وهناك أهداف تقع على المستوى الفراغي الراسي :
- أهداف المستوى الرأسي : ويعتبر من أسهل أنواع التصويب حيث يتخذ الجسم المقذوف مسارا عموديا على الهدف , كما في أهداف الرماية بالأسلحة النارية , وهدف الرماية بالسهام .
- أهداف المستوى الأفقي : حيث يكون الهدف أفقيا بالنسبة لحركة الكرة كما في أهداف مهارات التصويب بكرة السلة , فنلاحظ إن الفرق بين الكرة بالمقارنة بقطر الحلقة التي تمر منها يجعل إمكانية مرور الكرة من الحلق صعبة , إلا إذا توافر الحد الأدنى من زاوية سقوط الكرة داخل الحلقة , وهذه الزاوية ترتبط بالارتفاع العمودي الذي يجب إن تصل إليه الكرة فوق مستوى الهدف .
وتلعب مسافة التصويب وارتفاع الكرة لحظة انطلاقها بالنسبة لارتفاع الهدف الدور الرئيسي في تحقيق نجاح التصويبة , فكلما اقترب ارتفاع التصويب من ارتفاع الهدف تطلب زاوية انطلاق اقل أيضا , ولارتفاع النقطة التي تنطلق منها الكرة أهمية كبرى في نجاح التصويبة واعتبرت كأهم متغير يلعب دورا في التصويب , فقد أشار هادسون Hadson) 1983 ) إلى إن هناك ارتباطا دالا بين نجاح التصويب وارتفاع الكرة لحظة انطلاقها مقاسا بمقارنة الطول الطبيعي للاعب , والارتفاع الذي يصل إليه لحظة التصويب من القفز , فكلما زاد ارتفاع التصويب مهما كان طول اللاعب المؤدى , كانت فرصة إصابة الهدف اكبر وقد أكد كلا من ياتس و هولت Yates & Holt) 1983) :
إن اللاعب الذي يحقق الإصابة بنسبة كبيرة يتميز بالقدرة العالية على قبض مفصل الكتف ومد مفصل المرفق خلال عملية التصويب لحظة انطلاق الكرة , وهذا الوضع يحقق للكرة نقطة انطلاق أعلى فتنطلق بزاوية يصعب معها تدخل الخصم في مسار التصويب .
واعتبر ماوف (Maugh 1981) نطاق التصويب على انه مسار قوس في الفراغ يزداد قطرة بزيادة الارتفاع لحظة انطلاق الكرة , وقد أطلق عليه ( حد أو هامش الخطأ Margim Of arror ) ومن أكثر الأخطاء التي تؤثر على دقة التصويب هو لجوء اللاعبين لإطلاق الكرة بزاوية انطلاق صغيرة مما يزيد من زيادة حد الخطأ .
ويتم تحقيق الدقة بالعديد من الطرق في جميع حركات الرمي والضرب والدفع والدوران حيث يجب إن يحدث تدعيم للأداء من خلال حركة الجذع حيث من الممكن إن يؤدي توجيه حركة الجذع بدقة قدر الإمكان إلى اتجاه الرمي أو الضرب أو الدفع إلى إن تكتسب حركات كل من الذراعين والرجلين , درجة تامين عالية للأداء وطريق تسارع طويل .
على انه في الألعاب الجماعية تحتاج إلى الدقة والسرعة مع تفاعلها بالكرة , الدقة التي كثيرا ما تصاحب التكنيك في الحركات السريعة والتي تتطلب كفاءة عالية في عمل الجهازين العضلي والعصبي بالسيطرة على العضلات العاملة والموجهة نحو الهدف مع أهمية إن تكون الإشارات الواردة إلى العضلات محكمة التوجيه وان أي خلل يؤثر في دقة الأداء .
إن تداخل كل من عنصري الدقة والسرعة ضروري لضمان فعالية تحقيق الهدف .
زلطة